في رحاب اللغة العربية، تتجلى روحٌ فريدة تجمع بين عبق التاريخ وسحر الحاضر، فهي ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي جسرُ الحضارات ومرآةُ الفكر الإنساني الخالد. تعد اللغة العربية لغة القرآن الكريم، كتاب الله المنزل، الذي أُودِعَ فيه أسرار الهداية والنور، ووعاءً يحمل بين طياته تراثًا فكريًا عريقًا، ممتدًا عبر قرون من الإبداع والمعرفة، من هنا، تفرض مكانتها على أبناءها أن يكونوا أوفياء لها، ساعين جاهدين لتعزيز مكانتها، ورفع شأنها بين سائر لغات العالم، للحفاظ على هويتها، وإعلاء صوتها في زمن تتسارع فيه تحديات الرقمنة والتحول التقني. وفي سبيل الوفاء لهذا الواجب المقدس، يُعقد هذا المؤتمر الدولي السادس للغة العربية وآدابها، لينهل من معينها، ويُسهم في إثراء مسيرتها العلمية والأدبية، واختيرت مدينة مكة المكرمة، قلبُ الحرم، ومهبط الوحي، لتكون منصةً لهذا اللقاء العلمي، حيث تتلاقى الأصالة والمعاصرة، وتُبنى جسور الحوار بين الماضي المجيد والمستقبل المزدهر. يحمل عنوان المؤتمر هذا العام "اللغة العربية وتحديات الرقمنة"، ليُسلط الضوء على التفاعل بين إرثنا الثقافي وتقنيات العصر الحديث، ويحثُّ الباحثين والأكاديميين والمفكرين على تقديم بحوثهم وملصقاتهم العلمية، في مجالات متنوعة تغطي محاور المؤتمر، بهدف الوصول إلى نتائج علمية نافعة، تسهم في خدمة لغة القرآن الكريم، وتُعزز مكانتها في عالم متغير ومتسارع.