تتمتع اللغة العربية بمكانة فريدة من نوعها بين لغات العالم كافة، فهي ليست مجرد أداة للتواصل، وإنما هي جوهر حضاري وروحي يمتد عبر العصور، فهي لغة القرآن الكريم، الكتاب المقدس الذي أنزل على خاتم الأنبياء، وهي الوعاء الأسمى الذي يحفظ شعائر ديننا الإسلامي الحنيف، وتراثنا الفكري العريق الذي يتجلى في تراث أدبي وفكري غني ومتنوع. لذلك، فإن من واجب أبناء هذه اللغة الشريفة أن ينهضوا بمسؤولية خدمتها، والعمل على رفع مكانتها، وتعزيز مكانتها بين سائر اللغات، لما لها من مكانة سامية تفرض عليهم أن يكونوا حراسًا ومرسلين لنورها في فضاء الحضارة الإنسانية. وفي إطار الوفاء لهذا الواجب المقدس، تقرر عقد النسخة الخامسة من المؤتمر الدولي للغة العربية وآدابها، والذي يُعد منصة علمية رفيعة تجمع بين الباحثين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، بهدف إحياء وتطوير اللغة العربية، والارتقاء بمكانتها العلمية والأدبية. وقد اختيرت مدينة مكة المكرمة، أقدس بقاع الأرض، ومهبط الوحي، لتحتضن فعاليات هذا الحدث العظيم، بجوار الكعبة المشرفة، رمز الوحدة والإيمان، وذلك تأكيدًا على ارتباط اللغة بمكانتها الدينية والروحية. أما شعار المؤتمر لهذا العام، فهو "اللغة العربية والعلوم"، حيث يهدف إلى استكشاف سبل تفعيل دور اللغة العربية في مجالات العلوم والمعرفة، وتعزيز استخدامها في مجالات البحث العلمي والتقنية الحديثة. ويأمل المؤتمر أن يتنافس الباحثون والأكاديميون وطلاب الدراسات العليا والمفكرون والمثقفون، من كافة التخصصات ذات الصلة، في تقديم بحوثهم وملصقاتهم العلمية، التي تغطي محاور متعددة وشاملة، من أجل إغناء الحوار العلمي، وإثراء المحتوى الأكاديمي، والمساهمة في خدمة لغة القرآن الكريم، وتعزيز مكانتها في ميادين المعرفة الحديثة.