في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت مَسيرة التربية تواجه تحديات معقدة تتطلب استراتيجيات مبتكرة وأساليب مرنة لمواكبة التطورات، فقد أدت التقدمات التكنولوجية والثورة المعلوماتية إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم وأسس التعليم، مما استدعى إعادة النظر في نظريات التربية وفلسفاتها، وابتكار مناهج تلبي متطلبات العصر الحديث. إن التغييرات التي طرأت على الممارسات التربوية تعكس الحاجة إلى إعداد الطلاب بشكل فعّال ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات المستقبلية، مع الحفاظ على جوهر التربية وأهدافها الإنسانية والاجتماعية والعملية. لقد أدت هذه المستجدات إلى إعادة تقييم المبادئ التي تقوم عليها التربية، حيث أصبح من الضروري تحديد الأسس العلمية والنظرية التي تعتمد عليها، مثل فهم الطبيعة الإنسانية والاجتماعية، مع التركيز على العمليات الأساسية التي تحقق التنمية البشرية، كالتنشئة الاجتماعية، والتدريس، والتطوير المستمر. وتُعد هذه العمليات أدوات رئيسية في تعزيز قدرات الطلاب، وتوجيههم نحو مهارات الحوار، والعمل الجماعي، وتنفيذ مشاريع تربوية مشتركة تعالج قضايا المجتمع المعاصر. وفي سياق تعزيز جودة التعليم، يُعقد المؤتمر الدولي الخامس للتعليم في الوطن العربي، والذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع التربية والتعليم، من خلال مناقشة مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية. يُنظم المؤتمر عبر جلسات علمية، وملصقات، وأوراق عمل يشارك فيها باحثون وأكاديميون من مختلف الجامعات والكليات في المنطقة، بهدف إحداث أثر إيجابي على مستقبل التربية، وتحقيق تحسينات ملموسة في مخرجات العملية التعليمية. ويهدف إلى تحديد نقاط القوة في النظم التعليمية الحالية، واكتشاف فرص التطوير والتحسين لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة. كما يناقش المؤتمر، من خلال العروض البحثية، عددًا من القضايا والتحديات التي يواجها قطاع التربية والتعليم، بالإضافة إلى استعراض الواقع الراهن، واستشراف الاتجاهات المستقبلية، وتحليل التحديات المحتملة. ويُسلط الضوء على تجارب دولية رائدة في مجال تطوير التعليم، بهدف الاستفادة من ممارساتها الناجحة، ودفع جهود التطوير في البلدان العربية نحو مستقبل أكثر تقدمًا ومرونة. ويؤكد المؤتمر على أن العلاقة بين التربية والتعليم علاقة تكاملية، فكلّ منهما يُكمل الآخر، ويهدفان معًا إلى بناء مجتمع معرفي متقدم، يستند إلى قيم التعليم الشامل والتنمية المستدامة.