في عصر يتسم بالتسارع التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية، أصبحت التربية أمام تحديات غير مسبوقة تستدعي إعادة النظر في أسسها ومبادئها. فقد أفرزت الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية المتسارعة تحولات جذرية في مفاهيم وأساليب التعليم، مما دفع المؤسسات التعليمية إلى مراجعة مناهجها وتطوير استراتيجياتها لمواكبة متطلبات العصر، وفي ظل هذه التطورات، بات من الضروري إعادة صياغة فلسفة التربية وأساليبها بما يضمن إعداد جيل قادر على التعامل مع التغيرات، وتحقيق التنمية المستدامة، مع الحفاظ على مبادئها الأساسية وأهدافها العامة. لقد أدت هذه التحولات إلى إعادة تقييم النظريات التربوية، حيث أصبح من الضروري تحديد الأسس التي تعتمد عليها التربية في جانبها النظري، مثل فهم الطبيعة الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب المبادئ العلمية التي تستند إلى عمليات التنشئة الاجتماعية، والتدريس، والتنمية البشرية. وتُعد هذه العمليات أدوات رئيسية لتحقيق الأهداف التربوية، التي تركز على تنمية قدرات الطالب ومهاراته، سواء من خلال تشجيعه على الحوار البنّاء، أو عبر تعزيز العمل الجماعي، أو من خلال إقامة مبادرات ومشاريع تربوية مشتركة تسلط الضوء على القضايا المعاصرة. وفي سياق تطوير العملية التعليمية، يعقد المؤتمر الدولي الرابع للتعليم في الوطن العربي، والذي يركز على مناقشة المشكلات والتحديات التي تواجه القطاع التربوي، من خلال استعراض مجموعة واسعة من الدراسات والأبحاث الميدانية. يُنظم هذا الحدث عبر جلسات علمية وملصقات، ويشارك فيه باحثون وأعضاء هيئة تدريس من جامعات وكليات حكومية وخاصة في المنطقة، بهدف إحداث تأثير إيجابي على مسيرة التعليم وتحسين مخرجاته. يركز المؤتمر على تحديد نقاط القوة في النظام التعليمي، واستثمار فرص التحسين، بهدف تعزيز قدرات المؤسسات التعليمية وتطوير ممارساتها. كما يستعرض المؤتمر قضايا متنوعة تتعلق بالتحديات الراهنة، مع دراسة الواقع الحالي واستشراف المستقبل، وتحليل التحديات المحتملة التي قد تواجه التعليم في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تسليط الضوء على تجارب دولية ناجحة في مجال تطوير التعليم، بهدف استفادة الدول العربية من الممارسات المثلى، وتوجيه جهودها نحو مستقبل تعليمي أكثر تطورًا ومرونة. ويؤكد الحدث على أن العلاقة بين التربية والتعليم هي علاقة تكاملية لا يمكن فصلها، حيث يسعى كل منهما لدعم الآخر وتحقيق الأهداف المشتركة لبناء مجتمع معرفي مستدام.